12 - 11 - 2024

عجاجيات| السفر إلى 2034

عجاجيات| السفر إلى 2034

لو كتب الله لى أن أكون من الأحياء ومن أهل الدنيا عام 2034، سيكون عمرى حينئذ 79 عاما... وأدعو الله أن يمتعنى وقتها بالقدرة على السمع والابصار والمشي على قدمى وإدراك كل ما يدور حولى، وأن يجنبنى الوقوع فى براثن الزهايمر والتوهان... كما أدعو الله ألا يحرمنى من زوجتى ورفيقة المشوار، وان يجعل اولادى واحفادى بارين بى ولا تجبرهم الأيام والظروف على إلقائي فى واحدة من دور المسنين.

فى عام 2034 سيكون احفادى إسماعيل وآسر وآدم على وشك التخرج من الجامعة وسيكون أحفادى، الذين لم يولدوا بعد، على مشارف الثانوية العامة التى سيكون وقتها نظامها الجديد قد تأصل وترسخ، وسيكون احفادى بإذن الله على دراية وخبرة بالامتحانات الذكية التى تقيس قدرتهم على الفهم لا قدرتهم على الحفظ.

فى عام 2034 ستتحول منطقة حدائق الأهرام التى أسكن بها إلى منطقة جاذبة من الدرجة الأولى، بعد افتتاح المتحف المصري الكبير المتاخم لنا وبعد تشغيل التلفريك الذى سينقل السياح للاهرامات... وقد ينال حدائق الأهرام من الحب جانب، فتحظى بتواجد أمنى يقيها شر عمليات التثبيت والسرقة بالإكراه والسطو المسلح التى تقع فيها الأن من وقت لآخر، وقد تحظى شوارعها بالسفلتة والرصف كمنطقة خادمة وملاصقة وكظهير للمتحف المصرى الكبير.

فى 2034 ستصبح شوارع وميادين القاهرة رمضانية الطابع، خاصة وقت الإفطار، وأعنى أن حركة المرور بها ستكون أسهل وايسر بعد انتقال الملايين من سكانها وانتقال الوزارات والهيئات والمؤسسات والبرلمان والأوبرا إلى العاصمة الإدارية الجديدة.. بل وربما تنخفض أسعار العقارات في القاهرة أو العاصمة العتيقة.

فى عام 2034 قد يصبح نجمنا العالمى محمد صلاح رئيسا لاتحاد الكرة المصرى أو رئيسا لأحد الأندية مثل نادى المقاولون الذى تخرج منه.. وقد يصبح مدربا للمنتخب المصرى ومن يدرى قد يصبح مدربا عالميا ويدرب أحد الأندية الانجليزية أو الإيطالية أو الفرنسية.

فى 2034 قد نرى فى شوارع المدن المصرية وعلى طرقها سيارات آلية القيادة بدون سائق وقد نرى الغلبة للسيارات الكهربائية.. وقد نرى زيادة ملحوظة فى محطات تحصيل الرسوم على الطرق للحفاظ على جودتها وحريريتها.

فى 2034 ستزيد نسب استهلاك الصبغة والحناء إذ سيغزو الشيب رؤوس أصحاب الشعور السوداء الأن.. وقد تنجح الصبغات فى إخفاء الشيب، ولكن حتماً ستتغلب أصابع الزمن على الوجوه والأجساد فتلك سنة الحياة، ولا أحد يستطيع الوقوف أمام سنن الكون، ولا أحد يستطيع بماله أو بجاهه أن يغير الريح فى اتجاهه أو يتحدى عوامل التعرية.
-------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | السنوار حي يرزق